كشفت دراسة مسحية عن تدني مستوى تقديم خدمات طب وجراحة العيون في مختلف المحافظات نتيجة شحة الكادر المتخصص في مجال العيون مقارنة بارتفاع نسبة المصابين بالعمى في عدد من المناطق اليمنية.
وأظهرت نتائج الدراسة المسحية التي نفذتها جمعية النبراس الصحية بالتعاون مع وزارة الصحة العامة والسكان وتمويل مؤسسة التواصل للتنمية الإنسانية كأول دراسة مسحية من نوعها على مستوى اليمن حول” تحليل وضع طب العيون في الجمهورية اليمنية”.. حجم الفجوة القائمة بين ارتفاع المصابين بالعمى بالجمهورية وعدم وجود أي طبيب أو اخصائي عيون في محافظات ” ريمة، المهرة، الجوف، مأرب “.
وبينت الدراسة أن عدد أطباء العيون في محافظات الجمهورية لم يتجاوز 340 طبيب وطبية في كافة المحافظات منهم 72 اطباء عموم متدربين في العيون، و268 اخصائيون، 35 دبلوم، و115 ماجستير، 94 دكتوراه ، موزعين على 183 طبيب عيون في أمانة العاصمة، و10 أطباء بصنعاء، و48 طبيب بعدن، و31 طبيب بتعز، و22 طبيب حضرموت، و13 طبيب الحديدة، و11 طبيب إب، و 5 أطباء بذمار، وطبيب واحد في كل من البيضاء، والمحويت ، و طبيبين في كل من حجة وأبين، وشبوة ، و3 أطباء بلحج وأربعة بالضالع “.
وأكدت الدراسة التي نفذها فريق من اكفاء خبراء وأخصائيين العيون في اليمن برئاسة وإشراف استشاري أمراض وجراحة العيون استاذ طب العيون بكلية الطب بجامعة صنعاء الدكتور عبد المغني البراق، أن الاسباب الرئيسية للعمى وضعف الإبصار في اليمن تتوافق مع الأسباب في دول العالم الثالث في مقدمتها المياه البيضاء بنسبة 50 -60 بالمائة، المتمثلة في عتامة بعدسة العين نتيجة التقدم في العمر في معظم الأحيان، او نتيجة إصابة في العين او مرض داخلي بالعين، يليها المياه الزرقاء كأحد مسببات فقدان البصر، المتمثلة في ارتفاع ضغط العين مما يؤدي إلى ضمور العصب البصري وإمكانية العلاج عبر التشخيص المبكر للحالات وتوفر العلاج والتدخل الجراحي، إضافة إلى اعتلال الشبكية السكري التي تعتبر أحد المشاكل الصحية الرئيسية لفقدان البصر، يليها عتامة القرنية نتيجة إصابات العين أو حدوث التهابات جرثومية وعلاجها في معظم الحالات يتطلب إلى زراعة قرنية.
وأشارت الدراسة إلى أن هناك اسباب اخرى تؤدي إلى ضعف الإبصار والعمى منها ” اعتلال اللطخة الصفراء الشيخوخي، وعيوب النظر الانكسارية حيث تمثل السبب الاول في ضعف الإبصار ومعدل انتشارها بين الأطفال يصل إلى 13 بالمائة ويحتاج إلى فحص العين وتوفير نظارات طبية او عدسات لاصقة للمصاب أو اجراء عمليات بالليزر على قرنية العين.
وبينت الدراسة أن عدد الكادر الطبي العامل في الجمهورية اليمنية نفسها بلغ 6 ألف و 449 كادر طبي يمثلون كافة التخصصات و موزعين على مختلف المحافظات، منهم 4 ألف و 804 أطباء عوم، وألف و 645 أخصائيون.
واوضحت النتائج النقص الشديد للكوادر البشرية العاملة في مجال العيون حيث بينت نسبة توزيع أطباء العيون على مستوى اليمن أن هناك طبيب عيون واحد لكل 94 ألف و411 من السكان فيما خلت بعض المحافظات من وجود أي طبيب عيون، وتوزعت فئات التمريض بالنسبة للعيون في كافة المحافظات على 90ممرضين عمليات و62 ممرضين عيادات بأمانة العاصمة، 15 ممرض عمليات، و15 ممرض عيادات بعدن، و24 ممرض عمليات، 31 ممرض عيادات بتعز، و10 ممرض عمليات و13 ممرض عيادات بحضرموت، و4 ممرض عمليات، و23 ممرض عيادات بالحديدة، و5 ممرض عمليات، و7 ممرض عيادات بإب.
فيما بينت نسبة توزيع الفئات التمريضية للعيون بـحصول ذمار على 3 ممرضين عمليات و 6ممرضين عيادات، وثلاثة ممرضين عمليات و4 عيادات بالضالع، وأثنان ممرضان عمليات وأثنان عيادات بصعدة، وممرض واحد في عمليات وعيادات في كل من صنعاء، وأبين، ولحج وحجة، وشبوة، وخلو محافظات ” ريمة، المهرة، الجوف، مأرب، إضافة البيضاء والمحويت من أي ممرضين عمليات او عيادات، الأمر الذي يفاقم من المشكلة وتسجل أعلى ارتفاع نسبة المصابين بالعمى في هذه المحافظات.
البنية التحتية.
واشارت النتائج إلى أن توزيع وحدات العيون في محافظات الجمهورية قبل العدوان على اليمن بلغت 187 وحدة عيون منها 4 وحدات خيرية، و7 وحدات تابعة للجيش والشرطة، و137 وحدة خاصة، و36 وحدة تابعة لوزارة الصحة العامة والسكان، تتمركز منها 32 بالمائة بأمانة العاصمة و23 بالمائة بتعز، و 8،6 بالمائة بحضرموت و5،9 بالحديدة، فيما بينت عدم وجود وحدات عيون في محافظات “مأرب، الجوف، المهرة، ريمة”.
وحسب منظمة الصحة العالمية أن عدد من يعانون من تدهور بصري لجميع الأعمال يقدرون بـ285 مليون شخص في العالم، منهم 29 مليون كفيف ، 246 مليون شخص يعانون من ضعف إبصار متوسط إلى شديد و نحو 90 بالمائة من هذه الحالات المصابة بالعمى وضعف الإبصار يعيشون في دول العالم الثالث، فيما توضح البيانات المتوفرة عن وضع العمى وضعف الإبصار في إقليم دول شرق المتوسط التي تقع الجمهورية اليمنية في نطاقه بأن هناك 5و5 مليون شخص مصابون في العمى، و 17 مليون يعانون من ضعف الإبصار، مقابل وجود نحو 94 ألف و411 طيب عيون في اقليم دول شرق المتوسط .
وبالرجوع إلى الإحصائيات المتوفرة عن عمليات الماء الأبيض في اليمن نجد أن معدل هذه العمليات عام 1995 بلغت 670 عملية ازالة مياه بيضاء، لكل مليون نسمة من السكان وفي عام 1999م ارتفعت إلى 1000 عملية لكل مليون نسمة، وبحسب نتائج المسح الميداني الأول لتقييم اوضاع طب العيون في اليمن عام 2003م تبين بأنه تم اجراء 31 ألف و 258 عملية مياه بيضاء، بمعدل 1600 عملية لكل مليون نسمة.
وأكدت الاحصائية أن إجمالي نسبة انتشار الماء الأبيض بين السكان تصل إلى 5 ألف حالة مياه بيضاء لكل مليون نسمة وهذا يعني أن هناك حالات ماء أبيض تتراكم سنوياً، فيما كشفت نتائج المسح الميداني الثاني الذي نفذته الجمعية واظهرت نتائجه 2013م أنه تم اجراء 62 ألف عملية مياه بيضاء بمعدل 2473 عملية لكل مليون نسمة من السكان، فيما اظهرت النتائج حاجة اليمن إلى اجراء 5500 عملية لكل مليون نسمة وذلك من اجل معالجة الحالات التراكمية بين السكان ومما يساعد في تقليل نسبة العمى في اليمن.
وحسب نتائج المسح الميداني الثاني لتقييم اوضاع طب العيون في اليمن تبين أنه تم اجراء 11 الف و 177 عملية ازالة مياه بيضاء عن طريق جهاز الفاكو الحديث بنسبة 17،9 بالمائة فيما بلغت أجهزة الفاكو العاملة في اليمن لا تتعدى 46 جهازاً خلال الفترة نفسها .
كما حددت نتائج الدراسة بأن عمليات المياه البيضاء وزراعة العدسات تتم في وحدات العيون الحكومية بنسبة 21بالمائة و 16،8 بوزارة الصحة، و4،2 بالمائة بوحدات الجيش والشرطة، و0،8 بالجامعات، و61 بالمائة في وحدات القطاع الخاص، و16،6 بالمائة في مخيمات العيون الجراحية والعيادات الخيرية، و17 بالمائة من تلك العمليات تمت عن طريق جهاز الفاكو.
ومن خلال الاطلاع على تحليل نتائج المسح الميداني الثاني لتقييم وضع طب العيون في اليمن تبين أن خدمات جراحة زراعة القرنية وجراحة الشبكية مازالت محدودة جداً وبحاجة إلى توفير هذه الخدمات بصورة اوسع سواءً في القطاع الخاص او العام.
وخلصت نتائج الدراسة إلى جملة من التوصيات الهادفة إلى إعادة تقييم الاستراتيجية الوطنية المؤسسة على الدليل والبرهان لمكافحة العمى وإعداد الخطط الفاعلة المحققة لذلك، والمطالبة باستكمال تقييم وتحديد العمى والأسباب المؤدية إليه من خلال مواصلة جمع وتجديد المعلومات والبيانات المتوفرة عن العمى، ومواصلة اجراء مسوحات ميدانية لتقييم وضع العمى.
وشددت التوصيات على ضرورة تنمية القوى البشرية في طب العيون من خلال التدريب والتأهيل وخاصة في عمليات المياه البيضاء وزرع العدسات،والإقلال والتخفيف من تراكم حالات الماء الأبيض في اليمن عبر زيادة اجراء هذه العمليات من 2473 عملية لكل مليون نسمة إلى 5500 عملية لكل مليون نسمة ، فضلاً عن أهمية انشاء وتفعيل وحدات عيون في المحافظات التي لا توجد فيها وحدات وإمدادها بالاحتياجات المطلوبة من اجهزة ومعدات اساسية في طب العيون للقيام بمهامها والتخفيف من المصابين بالعمى في تلك المناطق.
أحدث التعليقات